أيقونة التضامن مع الشرعية في مصر
هكذا وُلد شعار "رابعة"
لعلّه رمز يثير (اشمئزاز العسكر) وتذمّر بعض (كارهي الإخوان) لكنه بالتأكيد أشهر شعار في العالم هذه الأيّام·· إنها أربعة أصابع مرفوعة رسمت بالأسود على قاعدة صفراء، هو شعار (رابعة) الذي بات أيقونة التضامن العربي والدولي مع مؤيّدي الشرعية في مصر والاحتجاج على (الانقلاب العسكري) الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.
الشعار اكتسب تأييدا وقَبولا كبيرا في أوساط شعبية كما رسمية، حيث غطّت صورة (رابعة) بروفايلات روّاد موقع (الفايس بوك) للتواصل الاجتماعي وأثثت كلّ المسيرات الاحتجاجية المتضامنة مع المعتصمين السلميين بأرض (الفراعنة). وكان رئيس وزراء التركي رجب طيّب أردوغان أبرز الشخصيات الدولية التي أعلنت رسميا انحيازها وتعاطفها مع المتظاهرين السلميين في مصر ولا يفوّت أيّ فرصة اجتماع أو لقاء حزبي أو رسمي دون أن يشير بـ (رابعة) قبل أن تتبنّى الفكرة جموع المتظاهرين في تركيا وخارجها، بما في ذلك الجموع المصرية التي نزلت إلى الميادين متحدّية حالة الطوارئ وحظر التجوال المفروضين منذ مجزرة 14 أوت الماضي·
كيف وُلد شعار "رابعة" ومن أوّل من رفعه؟
(لقد استشهد أصحاب هذا الشعار في ميدان رابعة العدوية على يد سلطة الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 جويلية الماضي، في مصر)، هكذا يعرف موقع إلكتروني يحمل اسم (رابعة) ومصبوغ باللّون الأصفر، بـ 3 لغات هي العربية، التركية والإنجليزية، مضيفا أن المعتصمين في ميدان (رابعة العدوية) بالقاهرة ابتكروا (شعار رابعة) المتمثّل في رفع أربعة أصابع للمرّة الأولى في هذا الميدان، (إنه شعار رابعة، وهو مستوحى من اسم الميدان الذي يرمز إلى العدد أربعة والترتيب الرّابع في العربية وهو اسم سيّدة تقية من أولياء اللّه رابعة العدوية التي توفيت في القدس، في العصور الأولى للإسلام).
(أردوغان هو مكتشف ومبدع شارة رابعة).. جملة سبَحت كثيرا في العالم الافتراضي، إلاّ أن موقع (رابعة) الذي يديره شخص تركي ـ حسب ما تشير مصادر إعلامية ـ قال إنه لم يُعرف صاحب فكرة هذا الرّمز ومن قام برفعه أوّلا، مضيفا على لسان متظاهرين تمّ استجوابهم من ميدان (رابعة) أن الشعار تأكيد أيضا على أن (محمد مرسي هو الرئيس الرّابع للبلاد بعد جمال عبد النّاصر، وأنور السادات وحسني مبارك، ولكي نتميّز عن المؤيّدين للانقلاب في ميدان التحرير الذين يرفعون إشارة النصر التقليدية برفع الأصبعين)· ويوضّح (رابعة دوت كوم) أن الشعار بات رمزا لمختلف فئات المسلمين المندّدين بمواقف كافّة الدول والأنظمة في الشرق والغرب التي تجاهلت تعرّض آلاف المصريين للمجازر، إضافة إلى كونه (رمزا لصحوة في وجه كافّة أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية والثقافية والظلم والمجازر التي يمارسها الغرب والشرق ضد الإسلام والمسلمين على مدى أعوام)·